في 2023، أخيرًا جاءت اللحظة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر، كانت أول زيارة عمل لنا إلى السعودية. صحيح أننا زرنا الإمارات، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين من قبل، لكن السعودية كانت قصة مختلفة تمامًا، ربما لأننا سمعنا عنها كثيرًا من أصدقائنا السعوديين الذين زارونا في كوريا، وكنا نريد اكتشافها بأنفسنا.

     عندما بدأت السعودية بإصدار التأشيرات السياحية، نظرنا إلى بعضنا بابتسامة وقلنا بحماس: "هيا بنا! فلنغلق المكتب، ونسافر فورًا"، وهذا بالضبط ما فعلناه، نحن فريق "يلا كوريا" المكوّن من خمسة أشخاص انطلقنا بكل حماس، وإثارة نحو السعودية.

     كانت رحلتنا مليئة بالمغامرات، والمواقف الجميلة التي لا تُنسى طوال أسبوعين كاملين. سأحكي لكم اليوم قصة خاصة جدًا حدثت معنا في مدينة جدة، فعالية صغيرة حول الثقافة الكورية، تحولت فجأة إلى ذكرى ثمينة ستظل دائمًا معنا.

الفعاليات: سر نجاح رحلاتنا في الشرق الأوسط

     عندما نسافر إلى أي دولة خليجية، نحاول دائمًا تنظيم فعالية صغيرة ممتعة؛ لأنه لا شيء يجعلنا أقرب من أهل البلد أكثر من هذه الأنشطة المباشرة.

     لكن هذه المرة تحديدًا، شعرنا بترددٍ، وقلقٍ بسيط، فالسعودية بلدٌ جديد بالنسبة لنا، وبدأنا نتساءل "ما هو النشاط الذي سيناسب ذوق أهل السعودية؟"

     تذكرنا فجأة فعاليات هيئة السياحة الكورية الناجحة في الخليج، وقلنا لأنفسنا: ما رأيكم أن نأخذ الفكرة، ونضيف إليها لمستنا الخاصة؟

       كانت فكرتنا بسيطة للغاية، نريد أن نقضي وقتًا ممتعًا مع أهل السعودية، ونعرّفهم عن قرب بالثقافة الكورية.

افتتاح لطيف في الرياض: أمسية الكتب، والكلمات الجميلة

     بداية الرحلة كانت من الرياض، العاصمة النابضة بالحياة، صحيح أننا خططنا لإقامة الحدث الرئيس في جدة، لكن الرياض جذبتنا لتنظيم أمسية صغيرة جدًا، استأجرنا مقهى لطيفًا، ورتبنا فيه لقاء بسيطًا حول كتاب كتبناه مؤخرًا.

     قلنا ضاحكين: سيكون رائعًا لو حضر عشرة أشخاص، لكن المفاجأة الرائعة كانت بحضور أكثر من 30 ضيفًا، استقبلونا بحفاوة، واهتمام كبير، شعرنا بامتنان شديد، وتواضع حقيقي، وسألت نفسي مبتسمًا: هل نستحق كل هذا الاهتمام؟

قيادة ألف كيلو متر عبر الصحراء الواسعة نحو جدة

     بعد انتهاء أمسية الرياض، استأجرنا سيارة، وانطلقنا من الشرق إلى الغرب، في رحلة تجاوزت ألف كيلومتر عبر صحراء السعودية الساحرة، بالنسبة لي، القيادة في الخليج تعني الحرية، والمتعة، واكتشاف المكان بشكل مختلف.

     قيادة السيارة وسط الصحراء، مع رمالها الذهبية الممتدة بلا نهاية كانت تجربة فريدة، بل ربما واحدة من أجمل ذكرياتي في الخليج كله.

البحث عن المكان المثالي: إلى مدرسة جدة لتعليم اللغة الكورية

من الهانبوك إلى الألعاب التقليدية: يوم ثقافي كوري بامتياز

دعوات عبر (انستغرام)، (وسناب شات): فاق التفاعل كل التوقعات

يوم الحدث: حفلة هانبوك لا تُنسى مع 200 ضيف

حتى بعد عامين، لازالت قلوبنا تشتاق للسعودية

     بعد عامين، ونحن في عام 2025، ما زلت أتذكر كل لحظة بتفاصيلها الدقيقة، أشتاق للسعودية، ولتلك المغامرات، والضحكات، والتجارب الجديدة.

     فريقنا كبر، وأصبحنا عشرة بدلًا من خمسة، وأنا واثق أننا قريبًا سنعود مرة أخرى للسعودية، ربما بسيارتين هذه المرة، لنعيش ذكريات جديدة، مليئة بالمغامرات والشغف.

       المملكة العربية السعودية.. انتظري عودتنا قريبًا.

عن المؤلف

خالد